🪞 هل تعرف نفسك… أم تعرف فقط من يتوقع الناس أن تكونه؟
في كل يوم، نلعب أدوارًا مختلفة:
أب، أم، موظف، مدير، صديق، ابن، شريك…
نتكيّف، نتجاوب، نُحسن التصرف…
لكن وسط هذا كله، سؤال عميق يهمس لنا أحيانًا في صمت:
“هل هذه هي أنا؟
أم أنني فقط ما يُريدون مني أن أكون؟”
الوعي الذاتي لا يبدأ حين نعرف صفاتنا، بل حين نجرؤ على التشكيك في الصورة التي ارتديناها طويلاً فقط لنرضي الآخرين.
🎭 من أنت… تحت كل تلك الأقنعة؟
نرتدي الأقنعة لنشعر بالأمان.
- قناع المجاملة لنُجنّب أنفسنا الصراع
- قناع القوة لنُخفي هشاشتنا
- قناع الكمال لنشعر أننا “مقبولون”
لكن المشكلة أن تكرار ارتداء القناع… يجعلنا ننسى وجهنا الحقيقي.
مع الوقت، تصبح النسخة التي تُرضي الجميع هي النسخة التي نُعرّف بها أنفسنا، وننسى أننا كنا في الأصل أكثر من ذلك… وأصدق من ذلك.
🔍 علامات أنك تعيش نسخة ليست “أنت”
- تشعر بالإرهاق من دورك حتى عندما لا تعمل
- تخاف من الرفض إذا عبّرت عن رأيك بصدق
- تبحث دائمًا عن رضا الآخرين… وتنسى رضاك
- تشعر بأنك تؤدي الحياة… لا تعيشها
أن تكون محبوبًا من الجميع ليس دليلاً على نجاحك… أحيانًا هو دليل على أنك لم تكن صادقًا مع نفسك بما يكفي.
🧠 لماذا نفقد علاقتنا بذواتنا؟
لأننا تربينا على فكرة: “من أجل أن تُحَب… يجب أن تكون بشكل معيّن.”
كبرنا ونحن نُكيّف أنفسنا لنُرضي المعلم، الوالد، المجتمع، المدير… حتى أصبحنا نقيّم أنفسنا بعيني الآخرين لا بقلوبنا.
فقدان الذات يبدأ عندما تُقنع نفسك أن الصمت أفضل من التعبير، وأن الطاعة أفضل من الاستقلال، وأن الانسجام الزائف أفضل من المواجهة الصادقة.
🔁 كيف تعود إلى ذاتك الحقيقية؟
- 📝 اكتب دون فلترة
كل صباح، اكتب ما تشعر به. لا تحكم، لا تُرتب، فقط أخرج ما بداخلك. مع الوقت، ستسمع صوتك يعود. - 🚫 تعلّم أن تقول “لا”
ليست كل “لا” أنانية، بعض “لا” هي حماية لهويتك. - 🎭 لاحظ متى تلبس القناع
هل تتصرف بلطافة زائدة خوفًا من الرفض؟ هل تتظاهر بالحماس لأن هذا ما يُتوقّع منك؟ - 🌱 امنح نفسك مساحة للتجريب
لا بأس أن تجرّب، أن تخطئ، أن تغيّر رأيك. أنت لست ملزمًا أن تكون نفس الشخص الذي كنت عليه بالأمس. - 🧘♂️ اجلس مع نفسك بلا دور
لا أب، لا موظف، لا شريك… فقط أنت. دقائق من الصمت مع نفسك تكشف لك ما لا تكشفه سنوات من الضجيج.
💡 في الختام
الوعي بالذات لا يأتي فجأة… بل يبدأ من لحظة صدق.
حين تضع يدك على قلبك وتسأل:
“هل هذا أنا… أم فقط ما اعتدت أن أكونه؟”
استعادة ذاتك لا تعني أن ترفض الآخرين، بل أن تتوقّف عن رفض نفسك.
كلما اقتربت من حقيقتك… اقتربت من السلام.