⏳ الانشغال الدائم… هل هو إنجاز أم هروب؟
كم مرة أجبت على سؤال “كيف حالك؟” بكلمة واحدة: “مشغول”؟
وكأن “الانشغال” أصبح بطاقة هوية نُعلّقها على صدورنا لنُثبت للآخرين — وربما لأنفسنا — أننا مهمّون، نافعون، مستحقون.
لكن، هل الانشغال المستمر دليل على أننا نعيش بفاعلية؟
أم أنه أحيانًا يصبح شكلاً من أشكال الهروب المقنّع من مواجهة الأسئلة التي لا نريد سماعها؟
🌀 حين يصبح الانشغال قناعًا نخفي به فراغنا
في كثير من الحالات، لا نهرب إلى الراحة… بل نهرب إلى العمل.
نغرق في التفاصيل، نُشغل أنفسنا بأصغر المهام، نُبقي عقولنا مشغولة طوال اليوم لا لأننا مضطرون، بل لأننا نخشى لحظة الصمت.
نخاف أن نواجه شعورًا بالفراغ.
نقلق من أن نكتشف أننا نعمل كثيرًا… لكن لا نقترب من أي شيء يُشبهنا.
نخدع أنفسنا بالمهام… ونسكت الصوت الداخلي الذي يسأل: “لماذا؟”
🎯 الإنتاجية الواعية ليست هي نفسها الانشغال المزيف
الفرق كبير بين أن تعمل لهدف تعرفه وتشعر به،
وبين أن تعمل فقط لتبقى مشغولًا، خوفًا من التوقّف.
الإنتاجية الواعية تبدأ من وضوح الرؤية.
هي أن تقول “نعم” لما يخدمك، و”لا” لما يستنزفك.
هي أن تمنح نفسك الراحة دون شعور بالذنب، لأنك تدرك أنها جزء من التقدّم لا عائق له.
أما الانشغال المزيف، فهو أن تملأ يومك بأي شيء، فقط حتى لا تواجه “لا شيء”.
⚖️ متى يتحوّل العمل من عادة صحية إلى استنزاف؟
- عندما تبدأ يومك بلهاث، وتنهيه بتعب عاطفي لا تُفسّره.
- عندما تتحوّل قائمة المهام إلى قائمة هروب.
- عندما تصبح فترات الراحة أمرًا تؤجّله دائمًا… وكأنك لا تستحقه.
- عندما تنسى لماذا بدأت، ولا تجد وقتًا لتتذكّر.
العمل له قيمة عظيمة… لكن ليس على حساب الإنسان الذي في داخلك.
🧘♂️ خطوات صغيرة… تعيد لك وعيك وسط الانشغال
- مارس الصمت اليومي: دقائق قليلة بدون هاتف أو ضوضاء. فقط أنت وتنفسك.
- اكتب دون تفكير: أفرغ ما بداخلك على الورق: لماذا هذا الانشغال؟ ما الذي لا أريد أن أواجهه؟
- ضع الراحة في جدولك: ليس كمكافأة، بل كحقّ. كما تضع موعد اجتماع، ضع موعدًا للسكينة.
- راجع نواياك أسبوعيًا: واسأل نفسك بصدق: هل هذا الذي أفعله يخدمني؟ أم يستهلكني؟
💬 لحظة صدق: ما الذي تهرب منه فعلاً؟
هل حقًا ليس لديك وقت… أم أنك تملأ وقتك عمداً حتى لا تُفكّر؟
هل كل ما تفعله ضروري… أم أنك تحتمي بكلمة “مشغول” من مواجهة شيء أعمق؟
الصمت لا يُهدّدنا… هو فقط يُكاشفنا.
والانشغال أحيانًا يُبعدنا عن أنفسنا أكثر مما يقرّبنا من أهدافنا.
💡 في الختام
ليس المهم كم عملت اليوم، بل لماذا عملت؟
ليس المهم أن تبقى مشغولًا… بل أن تعرف إلى أين تمضي.
تعلّم أن تتوقف، لا لأنك ضعيف… بل لأنك واعٍ بما يكفي لتُدير نفسك، لا أن تهرب منها.
سعدت كثيرا بانضمامى للمنصة